مرت سنة كلها،بقضها وقضيضها،لم يعبأ فيها بمتاعب الحياة المختلفة والمتلونة...كان ينام فيما مضى على سرير تؤثثه وسادة محشوة بالليف ،وحصير من الدوم الجاف،ولا يأكل في غالب الأحيان إلا من فضلات القمامات المنتشرة على طول الشارع الكبير المؤدي إلى مسجد المدينة
كان بين فينة وأخرى يمتطي دراجته الهوائية ويتجه صوب السوق الأسبوعي المحادي للوادي الذي يتوسط المدينة،وهناك يبحث عن بعض ما تبقى من النفايات التي من المحتمل أن يكون البائعون قد تركوها بعد نفاد ما عندهم من سلع
بينما هو يتجول مرة في ذلك السوق الأسبوعي عثرعلى عشرين درهما ،لا أحد يمكنه ان يتصور الفرحة العارمة التي اقشعر لها جسمه وقلبه ،فلأول مرة يتاح له ان يقبض في يده ورقة نقدية من فئة عشرين درهما
ولهول الفرحة اتجه مباشرة إلى اقرب مقهى ،وجلس كغيره من الناس،وطلب من النادل ان يقدم له قهوة حارة رغم أنه لم يسبق له ان تناولها ولا عرف مذاقها
وهنا بدأت الحكاية